كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟

يشهد مجال الموارد البشرية تحولًا جذريًا وذلك بفضل دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملياته الأساسية. حيث أصبحت هذه التقنيات المتطورة تلعب دورًا محوريًا في تبسيط وتحسين مختلف جوانب إدارة رأس المال البشري بدايًة من عمليات التوظيف وتحليل السير الذاتية مرورًا بإدارة المواهب وتقييم الأداء وصولاً إلى التنبؤ بمعدلات الاستقالة وتحسين تجربة الموظفين. ولذلك سوف نتناول استخدام الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية.

وذلك من جوانب كثيرة بما في ذلك التحديات التي يمكن أن تواجه تطبيقه في هذا المجال. بالإضافة الى ذلك سوف نسلط الضوء على اثر استخدامه في نظم المعلومات وتطبيقاته في إدارة الموارد البشرية. لا عليك سوى المتابعة معنا حتى النهاية لكي تعرف جميع التفاصيل.

أبرز تحديات الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية

من الممكن أن تواجه تحديات كثيرة عند استخدام الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية. وفيما يلي سوف نشير الى مجموعة من التحديات التي قد تؤثر على كفاءة تطبيقه وفعاليته في تحسين بيئة العمل واتخاذ القرارات. 

  • التحيز في الخوارزميات وتأثيره على العدالة

يتم تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على بيانات تاريخية وإذا كانت هذه البيانات تحمل أي تحيزات فإن النظام قد يستمر في ارتكاب الأخطاء بناءًا على معلوماته.

على سبيل المثال إذا كانت بيانات التوظيف السابقة تميل إلى تفضيل فئات معينة من المرشحين على حساب آخرين فقد تستمر خوارزميات التوظيف في اتخاذ قرارات غير عادلة مما يؤدي إلى عدم تكافؤ الفرص.

  • انتهاك خصوصية البيانات وأمان المعلومات

يتطلب الذكاء الاصطناعي جمع وتحليل كميات هائلة من بيانات الموظفين بما في ذلك الأداء الوظيفي والسلوك في بيئة العمل وحتى البيانات الشخصية. وهذا الأمر يثير مخاوف بشأن كيفية تخزين هذه البيانات وحمايتها من الاختراق أو الاستخدام غير المصرح به. 

وبالتالي الشركات بحاجة إلى وضع سياسات صارمة لضمان الامتثال لقوانين حماية البيانات مثل القوانين الدولية لحماية خصوصية المستخدمين والقوانين واللوائح الأخرى.

  • نقص الشفافية في اتخاذ القرارات:-

تعتمد بعض خوارزميات الذكاء الاصطناعي على تقنيات معقدة يصعب فهمها حتى من قبل المختصين، مما يجعل من الصعب تفسير كيفية اتخاذ القرارات.

وبالتالي عندما يرفض نظام الذكاء الاصطناعي طلب توظيف مرشح معين أو يصنف موظفًا على أنه غير مؤهل للترقية، قد يواجه المديرون والموظفون صعوبة في فهم سبب ذلك، مما يؤدي إلى قلة الثقة بهذه التقنيات.

  • مقاومة التغيير من قبل الموظفين والمديرين

على الرغم من الفوائد الكبيرة للذكاء الاصطناعي إلا أن بعض الموظفين والمديرين قد يعارضون تطبيقه خوفًا من فقدان وظائفهم أو تقليل دورهم في صنع القرار.

كما أن البعض قد يشعر بعدم الارتياح عند التعامل مع أنظمة مؤتمتة بدلاً من التواصل المباشر مع مديري الموارد البشرية. لذلك من الضروري تقديم برامج تدريبية لزيادة وعي الموظفين بأهمية هذه التقنيات وكيفية استخدامها لتحسين بيئة العمل.

  • ارتفاع التكلفة ومتطلبات البنية التحتية

تطبيق الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية يتطلب استثمارات كبيرة سواء في البرمجيات المتطورة أو في تدريب الموظفين على استخدام هذه الأدوات بكفاءة.

كما أن الشركات تحتاج إلى تحديث أنظمتها التقنية لضمان تكامل الذكاء الاصطناعي مع أنظمة الموارد البشرية التقليدية. وهذه التحديثات قد تتكلف أموالًا كثيرة خاصًة بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة التي ترغب في تبني تلك التقنيات.

  • قلة الإبداع في القرارات البشرية

رغم قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات واتخاذ قرارات سريعة إلا أنه يفتقر إلى الجانب الإنساني في اتخاذ القرارات المتعلقة بالموظفين مثل تقييم الأداء بناءً على العوامل غير الرقمية و روح الفريق أو المهارات الشخصية. 

لذلك فإن الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي دون تدخل بشري قد يؤدي إلى قرارات غير متوازنة أو غير دقيقة في بعض الحالات.

كيفية مواجهة هذه التحديات

لمعالجة هذه المشكلات، يجب على الشركات تبني نهج متكامل يشمل

  • تحسين جودة البيانات لتقليل التحيز وضمان دقة التحليلات.
  • تعزيز الشفافية في كيفية اتخاذ القرارات بالذكاء الاصطناعي، عبر توفير تفسيرات واضحة لنتائج التحليل.
  • الالتزام بالمعايير الأخلاقية لضمان العدالة في قرارات التوظيف والتقييم.
  • تدريب الموظفين والمديرين على كيفية استخدام الأدوات الذكية بشكل فعال دون التخوف منها.
  • توفير إجراءات أمان قوية لحماية بيانات الموظفين من الاختراق أو إساءة الاستخدام.

أثر استخدام الذكاء الاصطناعي في نظم المعلومات الإدارية

أثر استخدام الذكاء الاصطناعي في نظم المعلومات الإدارية 1

أصبح الذكاء الاصطناعي عنصرًا أساسيًا في تطوير نظم المعلومات الإدارية حيث يسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية وتسريع عمليات اتخاذ القرار وتعزيز دقة التحليلات. وإليك التفاصيل فيما يلي:-

  • تحسين دقة اتخاذ القرار:- 

يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة وذلك الأمر يساعد المدراء على اتخاذ قرارات قائمة على بيانات دقيقة وتوقعات مستقبلية محسنة. ومن خلال تقنيات التعلم الآلي يمكن اكتشاف الأنماط المخفية في البيانات مما يقلل من الأخطاء ويعزز القدرة التنافسية.

  • أتمتة العمليات الإدارية:-

يساعد الذكاء الاصطناعي في أتمتة المهام الإدارية الروتينية مثل معالجة الطلبات وإدارة المخزون وجدولة الاجتماعات. وذلك الأمر يقلل من الأعباء اليدوية ويسمح للموظفين بالتركيز على مهام أكثر استراتيجية.

  • تحسين تجربة المستخدم:-

تساهم تقنيات مثل المساعدات الافتراضية والدردشة الذكية في تحسين تجربة المستخدم داخل المؤسسات. وذلك من خلال توفير استجابات سريعة ودقيقة للاستفسارات مما يسهل العمليات الداخلية ويسرّع تنفيذ المهام.

  • تعزيز الأمن السيبراني:-

يستخدم الذكاء الاصطناعي في نظم المعلومات الإدارية لتحليل سلوك المستخدمين وكشف أي محاولات اختراق أو تهديدات أمنية. ومن خلال التعلم العميق يمكن للنظام التنبؤ بالمخاطر واتخاذ إجراءات وقائية لحماية البيانات الحساسة.

  • تحسين إدارة الموارد البشرية:-

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل أداء الموظفين والتنبؤ باحتياجات التوظيف وتقديم توصيات لتطوير الكفاءات داخل المؤسسة. وذلك الأمر يعزز بيئة العمل ويساعد في الاحتفاظ بالمواهب.

  • تحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف:-

يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة العمليات وتقليل الأخطاء التشغيلية مما يؤدي إلى خفض التكاليف وزيادة الإنتاجية. كما يساعد في تحسين إدارة سلاسل التوريد من خلال التنبؤ بالطلب وتحديد الفجوات في العمليات.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة الموارد البشرية

استخدام الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية دوره يتزايد يومًا تلو الأخر.حيث يساعد في تحسين الكفاءة التشغيلية وفي توفير حلول ذكية لأتمتة العمليات كما ذكرنا. بالإضافة الى ذلك له دور كبير في تعزيز تجربة الموظفين. وفيما يلي سوف نشير الى أبرز تطبيقاته.

  • تطبيقات التوظيف الذكي:-

هناك تطبيقات تعمل بالذكاء الاصطناعي تعمل على تحليل السير الذاتية تلقائيًا وتحديد المرشحين الأنسب بناءًا على المهارات والخبرات بالإضافة الى ذلك يمكن استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لإجراء مقابلات عبر الفيديو وتحليل لغة الجسد ونبرة الصوت لتقييم المرشحين.

 كما يمكنه تحليل البيانات للتنبؤ بمدى نجاح المرشحين في الأدوار المحددة. ومثال على ذلك تستخدم  LinkedIn Recruiter وHireVue تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل السير الذاتي.

  • تحسين تجربة الموظفين

توجد مجموعة واسعة من التطبيقات بما في ذلك ل Chatbots HR وIBM Watson Assistant توفر المساعدات الافتراضية وأنظمة الدردشة الذكية  ودعمًا فوريًا للموظفين. يمكنهم من خلال تلك التطبيقات الحصول على إجابات لأي استفسارات لديهم حول الرواتب والإجازات وسياسات الشركة. وذلك الأمر يحسن تجربة العمل ويزيد من رضا الموظفين.

  • التنبؤ باحتياجات التوظيف والتخطيط للقوى العاملة

يستخدم الذكاء الاصطناعي تقنيات تحليل البيانات والتعلم الآلي للتنبؤ باحتياجات المؤسسة المستقبلية من الموظفين. وذلك يساعد في التخطيط الاستراتيجي للقوى العاملة وتقليل فجوات التوظيف. ومثال على ذلك Workday الذي يستخدم في تحليل تحليل بيانات الموظفين والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية للتوظيف.

  • تحليل أداء الموظفين وتطويرهم

يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل أداء الموظفين من خلال تقييم البيانات المتعلقة بالإنتاجية والتفاعل والمساهمة في العمل الجماعي. كما توفر تلك التقنيات توصيات مخصصة للدورات التدريبية وبرامج التطوير التي تساعد الموظفين على تحسين مهاراتهم. ومن أبرز الأمثلة على ذلك 15Five وReflektive.

  • تعزيز قرارات الموارد البشرية

توفر تحليلات الذكاء الاصطناعي بيانات دقيقة حول بيئة العمل ومستويات الرضا الوظيفي، مما يساعد الإدارات في اتخاذ قرارات قائمة على البيانات لتعزيز بيئة العمل وتحسين الاحتفاظ بالموظفين ومن أبرز الأمثلة على ذلك SAP SuccessFactors وOracle HCM Cloud.

ختامًا، يمكن القول أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية أصبح ضروريًا لتحسين كفاءة العمليات الإدارية وتعزيز تجربة الموظفين. حيث أنه من خلال الأتمتة وتحليل البيانات والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية يمكن تطوير بيئة العمل وزيادة الإنتاجية. ويومًا تلو الأخر سوف تتمكن المؤسسات من الاستفادة بشكل أكبر من هذه التقنيات لتحقيق أهدافها وتعزيز قدرتها التنافسية في سوق العمل المتغير. وفيما سبق وضحنا كافة التفاصيل حول الموضوع.

Open chat
مرحبا 👋
كيف نستطيع مساعدتك؟